المنتدى الحضري العالمي يستعرض دور الشباب في فعالياته للتحضر المستدام قبيل انطلاقه بمصر 4 نوفمبر المقبل
خلال جلسة تعريفية موسعة باللغة العربية
عقد المنتدى الحضري العالمي جلسة تعريفية باللغة العربية عبر الإنترنت تحت عنوان: الشباب والطريق إلى المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر «WUF12» اليوم السبت، استهدفت تعريف الشباب المصري والشباب الناطقين باللغة العربية بالدورة الثانية عشرة للمنتدى، والتي ستعقد في القاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي في الفترة من 4 لـ 8 نوفمبر المقبل تحت شعار «كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة».
وركزت الجلسة، على محاور رئيسية عدة لتعزيز دور الشباب في المشاركة فى فعاليات المنتدى الحضرى العالمي كأكبر حدث دولي يختص بمناقشة قضايا التنمية المستدامة والتحضر، وأبرزها العمل على زيادة الوعي بأهمية التحضر المستدام والدور الحاسم الذي يلعبه الشباب في تشكيل مستقبل المدن، وذلك عبر سلسلة من العروض والمناقشات، والتي سيتعرف الشباب من خلالها على الفرص المتاحة لهم في «WUF12»، وكيف يمكنهم المساهمة في المحادثات العالمية حول مرونة المدن، والاستدامة، والتنمية الشاملة.
وقدمت الجلسة التعريفية، أيضًا رؤى متنوعة حول أهداف التنمية المستدامة، ما يحفز الشباب على المشاركة ومعرفة آلية الانضمام إلى الأحداث الشبابية بالمنتدى بما في ذلك جمعية الأطفال والشباب والموائد المستديرة مع التركيز على العمل الشبابي في تشكيل مدن مرنة.
ضمت الجلسة، كلا من الأستاذ/ مصطفى عز العرب، معاون وزير الشباب والرياضة لشئون التنمية الثقافية والمجتمعية، والدكتورة/ زينة الزين، المدرس المساعد بجامعة حلوان وعضو المجلس الاستشاري للشباب فى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الهبيتات، والأستاذ / محمد مفرح، عضو المجلس الاستشاري للشباب فى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الهبيتات، والدكتورة/ هبة فؤاد القماح، عضو فريق برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الهبيتات في مصر.
كما استعرضت الجلسة التعريفية جميع التفاصيل الخاصة بآليات مشاركة الشباب في كل فعاليات المنتدى الحضري العالمي، والتي ترتبط بكيفية الحضور وآليات اختيار الجلسات الخاصة بالمؤتمر طبقا لأهميتها لدى الشباب، وكذلك توضيح التطبيقات الخاصة بالمنتدى وفرص التواصل مع صناع القرار وقادة المنظمات والمؤسسات الكبرى، وحضور الجلسات التفاعلية عبر شبكة الإنترنت.
من جانبه أكد مصطفى عز العرب، معاون وزير الشباب والرياضة لشئون التنمية الثقافية والمجتمعية، أن المنتدى الحضري العالمي يعد فرصة للاطلاع على التجارب العالمية المختلفة في مجالات التنمية المستدامة والتحضر، فضلا عن بناء قواعد اتصال أفضل مع جميع المشاركين من دول العالم سواء الخبراء المختصون أو المؤسسات والمنظمات المعنية فى مجالات التنمية والبيئة والتغير المناخى والتمويل وغيرها.
وأضاف أن استضافة مصر فعاليات المنتدى الحضري العالمي هذا العام تعكس الصورة الحقيقية حول التطور الإنشائي وتنمية المدن وتطور البنية التحتية فى مصر خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن المنتدى سيشهد حضور جميع وزراء الحكومة المصرية، بالإضافة إلى مشاركة 27 رئيس وزراء من مختلف دول العالم إلى جانب حضور 140 وزيرا مختصا من مختلف الدول، فضلا عن تأكيد لحضور مجموعة من رؤساء الدول المختلفة، بالإضافة إلى تسجيل حضور 21 ألف شخص حتى الآن يمثلون 184 دولة.
وأشار مصطفى عز العرب إلى أنه على مدار أيام المنتدى الحضري العالمي والتي ستضم فعاليات متنوعة تبدأ من 9 صباحًا وحتى 8 مساء، ستتاح ندوات متعددة فى الجناح المصري عبر جلسات متتالية وسيكون هناك حضور لوزير مختص فى كل جلسة، فضلاً عن الموائد المستديرة للشباب والأطفال، كما يتيح المنتدى الترجمة لـ5 لغات فى كل جلسة بمختلف الفعاليات، والتى تنعقد بمركز مصر للمعارض الدولية، مشيرا إلى أنه سيتم توفير وسائل نقل رئيسية للمنتدى فى جميع المحطات المركزية الرئيسية للمواصلات فى كلٍش من القاهرة والجيزة.
وتناولت الجلسة التعريفية المنعقدة عبر الإنترنت باللغة العربية للشباب، تقديم شرح واف وتفاصيل متكاملة حول دور الشباب فى منظومة التنمية المستدامة والتحضر، وأهمية المشاركة وطرح مقترحاتهم المختلفة أمام صناع القرار، فضلا عن التعريف بطبيعة الموضوعات والجلسات التى ستضمها فعاليات المنتدى والتي تركز على مشاركة الشباب كمحور ريسي فى الحدث.
من جانبها، وجهت الدكتورة زينة الزين، المدرس المساعد بجامعة حلوان وعضو المجلس الاستشاري للشباب فى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات»، الشكر لوزارة الشباب والرياضة على دعمها مختلف الأنشطة التى يقوم بها المجلس الاستشاري للشباب في برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومشاركتهم فى المؤتمرات الدولية.
وأكدت أن مشاركة الشباب فى المؤتمرات الدولية الكبرى تُضاعف من تمثيل المنطقة العربية ومصر فى توجهات المؤسسات العالمية الكبرى وقراراتها نحو التنمية والتحضر وتنعكس أيضًا على مستقبل صنع القرار العالمي الذى يؤثر في التنمية المستدامة والتي تمثل محورًا بالغ الأهمية للمنتدى الحضري العالمي، مشيرة إلى أن دفع وجود الشباب ومشاركتهم بالمنتدى هو محرك أساسي لجميع القرارات التى سيتم اتخاذها والتغيرات المحتملة فى مجالات التنمية.
وأشارت الدكتورة زينة الزين، إلى آليات المشاركة للشباب فى المنتدى الحضري من خلال تسجيل الحضور على الموقع الخاص بالمنتدى والذى يوضح من خلاله جميع الجلسات التى تزيد على 500 جلسة، كما أنه من خلال الموقع يتم تعريف طبيعة الجلسات التى يمكن حضورها للشباب، وكذلك الخبراء المشاركون بالجلسات وتخصصاتهم.
وقالت إنه تم إطلاق مسابقة للشباب فى الأعمار مابين 14 عاما حتى 24 عاما تحت اسم تحدي الشباب «5*5 youth.challenge»، والهدف منها هو دفع الشباب فى هذه الفئة العمرية للتشجيع على المشاركة فى المنتدى من خلال إطلاق 5 أهداف يوميًا للشباب فى هذه الأعمال على مدار أيام المنتدى، منوهة بأنه ستكون هناك مساحات عرض خاصة بالأطفال والشباب وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للشباب وتضم هذه المساحات أنشطة متنوعة مثل التنمية الحضرية واستخدام الفن فى التنمية، كما ستضم هذه المساحات عروضًا فنية على مدار 5 أيام يمكن للشباب حضورها، إلى جانب التواصل مع المنظمين.
ولفتت الدكتورة زينة الزين، أيضًا إلى وجود أنشطة خاصة بالأطفال والمرأة، وأنشطة خاصة بالشباب فى جلسات متخصصة عن جودة الحياة والمناطق غير المصممة وتنمية المدن وعلاقتها بالشباب.
فى سياق متصل، استعرضت الدكتورة/ هبة فؤاد القماح، عضو فريق برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية هبيتات فى مصر، رؤية متكاملة حول تعريف المنتدى الحضري العالمي وأهمية حضوره للشباب، موضحة أن المنتدى يمثل أكبر مؤتمر لمناقشة قضايا التحضر المستدام، وتكمن أهمية الحضور ومشاركة الشباب فيه، كونه فرصة قوية للشباب فى التواصل مع مؤسسات دولية كثيرة وكيانات متخصصة فى مجالات التنمية من مختلف أنحاء العالم.
ونوهت إلى أن المنتدى يعد منصة عالمية للتعلم ومشاركة الأفكار مع الدول الأخرى وتحقيق استفادة قوية من تجارب التنمية المستدامة التي سيتم طرحها خلال الفعاليات، كما يمثل المنتدى فرصة لتبادل المعرفة والخبرات مع الدول الأخرى والاطلاع على الدراسات والوثائق ونتائج الأعمال التى قامت بها الدول الأخرى فى مجالات التنمية، كما يضم المنتدى فرصة لعرض الابتكارات التى حدثت فى مجالات التنمية فى مختلف الدول والتي سيتم من خلالها طرح مجموعة من المشاريع التنموية المختلفة، كما يطرح المنتدى برامج تنموية متعددة تكشف عن نقاط إيجابية قوية فى عمليات التنمية، وهو فرصة للمساهمة فى المناقشات الحيوية مع مختلف المؤسسات.
تابعت الدكتورة هبة فؤاد القماح أن المنتدى الحضري العالمي يضم جلسات تفاعلية متعددة حيث سينعقد قبله أسبوع القاهرة الحضري فى الفترة من 27 أكتوبر إلى 3 نوفمبر، ويضم أنشطة تحضيرية مميزة للمؤتمر، مشيرة إلى أن المنتدى يركز على الإجراءات المحلية من أجل تنمية المجتمعات وهو ما يُعظم من أهمية ودور مشاركة الشباب فى الحدث.
أضافت أن فعاليات المنتدى ستبدأ بحفل الافتتاح، والذى يعقبه 6 حوارات رئيسية يناقش فيها المنتدى قضايا التنمية الحضرية من رؤى مختلفة، تتناول أزمة السكن وتنمية المدن وأزمة المناخ والتمويل والتوطين وفقدان السكن، وتتناول كل رؤية طرح وجهات محددة وعروض تعريفية حول تلك القضايا والموضوعات، كما يضم المنتدى أيضا موائد مستديرة يشارك بها أطراف مختلفة من المؤسسات والقادة وصناع القرار من جميع أنحاء العالم للتشاور حول مجموعة من القضايا التى تهم موضوعات التنمية فى دولهم والمشاريع التنموية التى تم تنفيذها بالفعل والخبرات الناتجة عن ذلك.
وأشارت الدكتورة هبة فؤاد القماح إلى أن فعاليات المنتدى الحضري العالمي تضم 8 أنواع، الفعالية الأولى تختص بالتواصل، وهدفها هو تحقيق آليات للاتصال بين المشاركين فى المنتدى وصناع السياسات والقادة المختصين والخبراء فى مجالات التنمية المتنوعة للتعرف على إستراتيجيات التنمية المختلفة، إلى جانب فعالية أخرى عن أصوات المدن ومن خلالها سيتم استعراض مقترحات الدول الأخرى ومشاريعهم ومشكلاتهم فى مجالات التنمية التي تم تحقيقها في بلادهم لدعم الاستفادة من تجارب الدول الأخرى.
تابعت: يضم الحدث فعالية أخرى تحت عنوان المكتبة الحضرية، والتى تستعرض الأبحاث والدراسات التى قدمها الخبراء المختصون فضلا عن كونها مساحة مهمة لعرض الأدلة والكتب والوثائق المختلفة في مجالات التنمية، كذلك يضم الحدث فعاليات السينما الحضرية وهي عبارة عن استعراض لأفلام عن التنمية الحضرية المستدامة تم تسجيلها من دول عدة، فضلا عن فعالية أخرى حول تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والتي تعرض قواعد برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية التى تستهدف تنفيذها فى العالم مثل توفير سكن للجميع وفرص عمل للجميع ويتم طرح آليات تنفيذ هذه البرامج، ويلي ذلك فعاليات التدريب والمعرض الحضري، وهو عبارة عن تدريب يتاح لصناع السياسات والمسؤولين سواء من الجامعات على مستوى القاهرة ومختلف دول العالم، لطرح آليات مواجهة مشكلات التنمية والتي ترتبط بالتمويل وتحديات أخرى فى تفعيل برامج التنمية.
وتناولت الجلسة التعريفية أيضًا استعراض رؤية متكاملة أمام الشباب حول الاستدامة والتغير المناخي، طرحها الأستاذ/ محمد مفرح، عضو المجلس الاستشاري للشباب فى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات»، والذى أوضح أن الاستدامة تعني استغلال الموارد بشكل جيد يلبي احتياجات الحاضر دون الضرر باحتياجات الأجيال القادمة ودون استنزاف الموارد وخلق مشكلات مستقبلية، كما تناول طرح مشكلات التغير المناخي أمام الشباب والدور المطلوب منه فى المشاركة فى دعم الدول والمنظمات المعنية فى الحد من المشكلات المؤثرة في الدول النامية فى المنطقة العربية.
وأوضح أن التغير المناخي الذى انعكس بوضوح في ارتفاع درجات الحرارة والوصول إلى الاحتباس الحراري وما أحدثه من مشكلات بيئية وتحديات مناخية تعانيها دول الوطن العربي، وأبرزها ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة وحدوث فترات جفاف طويلة، بالإضافة إلى حدوث فيضانات قوية أدت لفقد حياة المواطنين ومساكنهم والأراضي الزراعية، وظهور مشكلات رئيسية فى دول المنطقة العربية نتيجة تحديات المناخ تتلخص فى التصحر وندرة المياه وتدهور الأراضي، تتطلب تعظيم دور الشباب فى المشاركة فى تلك القضايا باعتبارهم محورا مستقبليا سيواجه خلال السنوات المقبلة مشكلات متعددة يجب التوعية لها خلال السنوات الراهنة.
وقال محمد مفرح إن المنتدى الحضري العالمي الذى يناقش قضايا التنمية والاستدامة في مختلف الدول يهتم بمشاركة الشباب بغرض زيادة الوعي المجتمعي والبيئي ورفع درجة الوعي بأهمية مواجهة التحديات المناخية المتعددة، مشيرا إلى أن دول المنطقة العربية ما زالت غير قادرة على الصمود ومواجهة تحديات المناخ والتكيف معها نتيجة ضعف البنية التحتية بها.
أوضح أن دور الشباب فى مواجهة تلك القضايا يتمثل فى الدفع بتقديم حلول للاستدامة على المستوى الفردي بالأساس من خلال ترشيد استهلاك الطاقة سواء فى المنازل أو مقرات العمل، وكذلك ترشيد وتقليل استخدام المياه وإعادة استخدام المياه الرمادية والاعتماد على وسائل النقل المستدامة والمواصلات العامة التى تعتمد على الكهرباء، كما يبرز دور الشباب فى تغيير نمط الحياة والتطوع والمشاركة المجتمعية ودعم الابتكار الأخضر، والتوعية بأهمية المستدامة وإعادة التدوير والتقليل من النفايات، ورفع درجة الوعي الشخصي إلى جانب دعم المنتجات الصديقة للبيئة من خلال دعم الشركات المستدامة، ودعم الابتكار الأخضر، والعمل مع الحكومات والمؤسسات المعنية بالبيئة على هذه الأهداف، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لرفع الوعى البيئي.
كما يبرز دور الشباب فى قضايا الاستدامة والتغير المناخي من خلال المشاركة فى الفعاليات والمؤتمرات البيئية، مؤكدا أن وزارة الشباب والرياضة تعمل كجسر جيد فى نقل تطلعات الشباب ومقترحاتهم للمساهمة فى قضايا الاستدامة والتغير المناخي.
وفيما يتعلق بدور الشباب فى تعزيز الاستدامة، أشار عضو المجلس الاستشارى للشباب فى برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «هابيتات»، إلى محاور عدة في هذا النطاق منها تنظيم ورش عمل ومحاضرات واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك إعداد مواد تعليمية بسيطة للأطفال وزراعة الاشجار والنباتات وتشجيع المنتجات الصديقة للبيئة، كما لفت إلى أهمية حضور الشباب للمؤتمرات الدولية مثل مؤتمر المناخ، والمطالبة بالمشاركة والمساهمة فى إعداد السياسات الدولية وحضور الفعاليات والمشاركة فى منتديات الشباب العالمية والانضمام إلى الشبكات العالمية، فضلا عن تعزيز التعاون مع الشباب فى مختلف الدول والعمل مع الحكومات والمطالبة بوضع أهداف طموحة للتنمية المستدامة، مثل خفض درجات الحرارة ودعم التمويل المناخي للدول النامية.