محمود محيي الدين: العالم لا يتحمل المزيد من التعقيدات في ملف التمويل المناخي
أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة التنمية المستدامة ٢٠٣٠، أن قمة المناخ بشرم الشيخ شهدت العديد من المبادرات والخطوات غير المسبوقة علاوة على تحقيق تقدم في بعض الملفات رغم وجود عجز في الثقة مما يستلزم المزيد من دعم القيادات السياسية وإحداث تغيير في السلوك.
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الختامية رفيعة المستوى لرواد المناخ بعنوان “التقدم والأولويات” بحضور رفيع المستوى من رئاسة قمة المناخ وممثلي الأمم المتحدة والشركاء الدوليين.
خلال كلمته، أوضح محيي الدين أن هناك قيودا على الموازنات الخاصة بتمويل المناخ حيث أن تمويل المناخ غير كاف وغير عادل وغير كفء مما يستلزم تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
كما أبرز رائد المناخ عددا من الخطوات غير المسبوقة التي شهدتها قمة المناخ بشرم الشيخ حيث تم تعيين أول مبعوث للشباب في تاريخ قمم المناخ وهي الدكتورة أمنية العمراني، كما شهدت قمة المناخ إطلاق جناح الشباب والأطفال ودمجهم في قلب العمل المناخي، ونوه محيي الدين إلى مشاركة 7 أطفال من مختلف دول العالم لمشاركة أفكارهم و الحلول من خلال الكتب وتطبيقات البودكاست وغيرها من الحلول المبتكرة.
وفي السياق ذاته، أوضح محيي الدين أنه لأول مرة على الإطلاق يتم إطلاق دعوة للعمل على التكيف مع تغير المناخ وهي أجندة شرم الشيخ للتكيف والتي تعد خطة شاملة لدعم إجراءات التكيف في مختلف القطاعات مثل الغذاء والزراعة والمياه والطبيعة و البنية التحتية بمشاركة الجهات الحكومية والجهات الفاعلة غير الحكومية.
وفقا لما ذكره محيي الدين، شهدت قمة المناخ أيضا خطوة رائدة من خلال تقديم العديد من المشروعات القابلة للاستثمار من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص مع الأخذ في الاعتبار أن مشاركة القطاع الخاص في تمويل التكيف لا تتجاوز 2 في المائة من التمويل العالمي. وفي السياق ذاته، أوصى محير الدين بضرورة تقديم حوافز أفضل وتقديم المشاريع المصممة بشكل أفضل.
وأوضح رائد المناخ أن أفريقيا كانت في قلب أجندة عمل قمة المناخ، فعلى سبيل المثال، تم إطلاق مبادرة أفريقيا لأسواق الكربون من أجل توفير طاقة مستدامة للجميع ودعم أنظمة الإنذار المبكر بالتعاون مع العديد من الشركاء و القطاع الخاص.
كما أشار محيي الدين إلى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية على مستوى المحافظات المصرية حيث شهدت تلك المبادرة منافسة حوالي ٦٢٨١ مشروعا، وأضاف أن تلك المبادرة ستصبح جزء رئيسي من قمم المناخ القادمة وسيتم الانتقال بها إلى المستوى العالمي، ونوه محيي الدين إلى مشاركة المشروعات الفائزة وعددها ١٨ مشروعا بقمة المناخ بالمنطقة الخضراء والزرقاء.
وأوضح محيي الدين أن تلك المشروعات تركز على تقديم الحلول مثل إعادة التدوير وللتنوع البيولوجي والطاقة النظيفة وغيرها.
وفي سياق آخر، نوه محيي الدين إلى تقرير الخبراء رفيع المستوى المستقل حول تمويل العمل المناخ من خلال نهج شمولي يربط بين تمويل العمل من أجل المناخ والعمل من أجل التنمية.
واختتم محيي الدين كلمته بالتأكيد على أن التمويل مازال غير عادل وغير كاف وغير كفء مما يستلزم تعزيز مشاركة بنوك التنمية متعددة الأطراف و توسيع نطاق التمويل الميسر ليشمل الدول منخفضة ومتوسطة الدخل مع الاعتراف الكامل بملف الخسائر والأضرار.
كما أكد أن العالم لا يتحمل المزيد من التعقيدات في ملفات العلوم والتمويل، معربا عن أمله في دور الشباب والقيادات السياسية في تسريع العمل المناخي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.