سياحة و سفر

معبد إدفو يبوح بأحدث أسراره ..استعداداً للموسم السياحي

أشاد شريف فتحي وزير السياحة والآثار بالدور البارز الذي لعبه المرممين وخاصةً المصريين في الحفاظ على التراث الحضاري لمصر، وأثنى على جهودهم الرائعة وسعيهم المستمر للكشف عن النقوش الموجودة في المعابد المصرية واستعادة الألوان الأصلية التي زينتها على مر العصور.

وصف الوزير هذا العمل بأنه جهد مميز لإزالة الأثرية التي غطت النقوش لفترة طويلة، متبوعًا بمعالجات دقيقة لإعادة الألوان إلى حالتها السابقة.

كما وجه شريف فتحي وزير السياحة والآثار المصرية بضرورة الإسراع في إتمام الأعمال استعدادًا للموسم السياحي الشتوي لاستقبال المصريين والسائحين من جميع أنحاء العالم.

حيث نجحت البعثة الأثرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة فورتسبورغ الألمانية في الكشف عن الألوان الأصلية لمعبد إدفو وعدد من النقوش التي تظهر لأول مرة.

مشروع ترميم معبد إدفو بهدف الحفاظ على التراث الحضاري والثقافي لمصر

أوضح د. محمد إسماعيل حالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن مشروع ترميم المعبد يأتي في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للحفاظ على التراث الحضاري والثقافي لمصر الذي يُعتبر إرثًا للإنسانية جمعاء.

تنظيف جدران المعبد وإعادة نشر النصوص والمناظر الخاصة به وتوثيقها رقميًا في إصدارات جديدة تحتوي على ترجمات ودراسات أدق من الإصدارات السابقة التي نشرت خلال القرن الماضي.

ترميم وتنظيف المقاصير والجدران داخل المعبد، بالإضافة إلى تثبيت الألوان وإزالة السناج وعمل دراسات مفصلة للنصوص والمناظر الموجودة بجدران الأقداس والغرف المجاورة.

اكتشافات جديدة خلال مشروع ترميم معبد إدفو

وأشار الأمين العام إلى أنه أثناء ترميم سقف وجدران قدس الأقداس بالمعبد ، تم اكتشاف بقايا مناظر ملونة وكتابات للكهنة مكتوبة بالخط الديموطيقي، كما تم العثور على آثار من الألوان الذهبية التي كانت تُستخدم لتذهيب النقوش البارزة والألوان بما في ذلك مجوهرات وشارات ملكية وأجساد الآلهة.

وأثنى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على الجهود المبذولة في مشروع ترميم معبد إدفو والتي تهدف إلى إظهار النقوش والألوان، وأكد أن هذه الجهود ستساهم بشكل كبير في إعادة المعبد إلى حالته الأصلية عند بنائه، مما يُساعد في الحفاظ على المعبد ونقوشه، ويعزز في الوقت نفسه تجربة الزوار السياحية.

وقال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار د. إيمن عشماوي، إن النصوص الموجودة بالمعبد تُشير إلى أن بعض المباني كانت مغطاة بطبقات سميكة من رقائق معدنية مصنوعة من النحاس المذهب ولم يتبق منها سوى مجموعات من الثقوب في الجدران، وقد أدي ذلك إلى توثيقها في السجلات الأثرية، وأكد أن الفريق المصري الألماني نجح في الكشف عن هذا النوع من التذهيب في عدة أماكن بالأجزاء العلوية من جدران مقصورة القارب المقدس بالمعبد.

من جانبه أشار مشرف مشروع ترميم معبد إدفو أحمد عبد النبي إلى أن فريق العمل قام بإزالة الأوساخ بالأسطح، بالإضافة إلى فضلات الطيور والأتربة والسناج وتكلسات الأملاح.

وقد أسفرت هذه الجهود عن ظهور بقايا الألوان الأصلية التي كانت تغطي النقوش البارزة، وأوضح أنه يتم حاليًا فحص وتحليل الألوان المستخدمة وترميمها لاستعادة المناظر إلى صورتها الأصلية عند تشييد المعبد.

 النصوص المكتشفة ستساهم في تشكيل رؤى جديدة

أكد الدكتور مارتن أ. شتادلر رئيس المشروع ورئيس قسم المصريات بجامعة يوليوس ماكسميليان بڨورتسبورج، أن جودة الألوان الموجودة في المعبد تعكس مدى روعة  الفن المصري، وأشار إلى اكتشاف نص ديموطيقي مرسوم بالحبر، كان مخفيًا تمامًا تحت العوالق، يتحدث عن دخول الكهنة إلى قدس الأقداس .

واعتبر هذا النقش فريدًا من نوعه، حيث إن الكتابات الشخصية عادةً ما تظهر في المحيط الخارجي للمعبد أو المداخل، وليس في المقصورة الرئيسية أو قدس الأقداس، التي تحتوي على القارب المقدس وتمثال الإله ، وأكد أن هذه النصوص المكتشفة ستساهم في تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة في تلك الفترة.

ومن جانبها أوضحت فكتوريا ألتمان ڨيندلنج مديرة المشروع والباحثة بجامعة يوليوس ماكسميليان بڨورتسبورج، أن الكشف عن الألوان الأصلية للنقوش ساعد بشكل كبير في معرفة المزيد من تفاصيل المناظر والكتابات الهيروغليفية التي لم تظهر في النقوش البارزة، كما أضافت أن هذا الكشف أضفى طابعًا فريدًا على قدس الأقداس، خاصةً عند دخول أشعة الشمس إليه.

معلومات عن معبد إدفو

يُعد معبد” حورس بحدتي” في إدفو أحد أفضل المعابد المحفوظة في مصر، ويحتوي على مجموعة من النقوش والرسومات التي تسجل معلومات مهمة عن اللغة المصرية القديمة والأساطير والعقائد الدينية وممارسات العبادة.

ويعتبر المعبد ثاني أكبر معابد مصر القديمة من حيث الحجم، وقد بدأ بناؤه في عهد الملك بطليموس الثالث إيرجيتيس، واكتمل في عهد الملك بطليموس الثاني عشر، ويُعد المبنى نصبًا من نوعه في الدين والعمارة القديمة، بالإضافة إلى الألوان الزاهية الباهرة ذات السحر الخاص.

زر الذهاب إلى الأعلى